ها نحن نقترب من الايام الاخيرة من شهر الطاعة والغفران وهو كما عودنا يحمل معه بشائر كثيرة ومنح عظيمة ما بين المغفرة للذنوب،وعتق من النار ورفع للدرجات ومضاعفة للحسنات.
انها فرصة لاتتكرر الا مرة كل عام ، وما يدرينا اين نكون في العام القادم!
هيا بنا نغتنم الفرصة ، ونتعرض للنفحة ونتسابق في الخيرات ولكن قبل ان نبدأ السباق لا بد ان نحدد هدفنا الرئيسي الذي نريد ان نبلغه في هذا الشهر المبارك حتى نضع الوسائل المناسبة لتحقيقه ..
اننا نريد ان نحقق رجاء الله تعالى فينا ،وهو ما يشير اليه تبارك وتعالى في نهاية قوله :{يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }.سورة البقرة
فالله عزوجل يريد منا ان نمتزج مع هذا الشهر الفضيل ،ويريد منا ان نخرج من عبودية النفس والهوى ، نحلق الى عبوديته العالية لفعل الصالحات وايتاء الخيرات بعد شهر رمضان المبارك .
وللاستمرار على الاستقامة بعد شهر رمضان يستلزم زيادة حقيقية للايمان في القلب ،وهذه الزيادة لاتأتي الا باخلاص النية وحضور القلب مع كل عمل ،فالله (عزوجل) يحب ان تحضر قلوبنا اثناء طاعته،فإن حضور القلب مع الطاعة اكثر ثواباً من عدم حضورها ،فلا تسلني كم ختمة قرأت من القرآن الكريم؟! بل قل لي كم اية وعيت منه؟!
وهذا مثل بسيط على ذلك:فلو ان ملكاً من الملوك اهدى اليه احدُ رعيته جواهر كثيرة مقلدة او رديئة بينما اهدى اليه اخر جوهرة واحدة حقيقة ،فإيهما سينال حب الملوك؟ وايهما سيكون اقرب منه ويجزل له في العطاء ؟
فالهدف الاسمى من جعل شهر رمضان المبارك افضل الشهور هو لاحياء القلب وملئه بالايمان والتقوى، لتدب الروح في الاعمال التي تؤديها فيه فتأخذ اثرها منا لكي تستمر الاستقامة فينا بعد ذهاب شهر رمضان المبارك .
تحياتي
ضوء القمر