الحرية احدى حوار العاشق والمعشوق
وجدت نفسي تائهاً وسط صحراء لا ارى بها حدوداً .. رمال على مدى البصر تحيط بها هضاب من كل جانب . لم احس بالحر وفجأة انتصبت على قمة احدى الهضاب فتاة جمالها لا مثيل له . وفي عينيها بريق يعكس اشعة الشمس الحادة ،هرعت اليها ، سقطت على الارض من الوهن ولكن رغم تعبي الشديد نهضت ! كانت الهضبة لا تستقر في مكان واحد آخذة في الابتعاد فخفت من نفاذ صبري فناديتها الا تسمعي ؟
قالت : بلى اني اسمعك واراك .
قالت : اذن قفي مكانك ولا تبتعد.
قالت : لا .. لا تقترب فلولا تلك الكثبان الرملية لوجدت بقايا عظام وجماجم لرجال وشبان ركضوا خلفي لكنهم هلكوا دوني . فاحفظ عليك نفسك وقف حيث انت . فأستعطفتها قائلا: لكني بدونك احس بغربة .. حاجتي اليك اشد من حاجتي للماء .. للهواء في هذه الصحراء القاتل هجيرها .
فشهقت وقالت : انظر الى شعري كم هو شديد الحمرة انه مخضب بدماء عشاقي وكلهم من عشاقي رغم انهم لم يظفروا بي ولم يلمس احد منهم شعرة من رأسي . فجثوت على ركبتي وقبضت قبضتين من التراب الساخن وكأنه بين يدي جليد وقلت : انا مستعد للموت فداك فهذا خير لي من ان اموت عطشاً في هذه الصحراء .
فضحكت وقالت : لا لن تنال رتبة عشاقي لانك تضحي بنفس مآلها الفناء لا محالة ولكن عشاقي اعطوني انفسهم وهي عندهم غالية وحرموا من قوتهم وسلبوا اموالهم وهجروا اوطانهم واهلهم وملؤا السجون والمعتقلات. فانتفضت واقفاً وملئت صدري هواءاً لالفظه شوقاً قائلا : ليتني قيصر الروم او ملك الفرس اكون .. ليتني هامان مصر او الاسكندر المقدوني لافديك .. فنهدت من اعماقها بحسرة واعتزاز وقالت : لم يكن احد عشاقي ملكاً او قيصراً ولعل هذا سبب حزني فلو طلبني ملك او حاكم لكنت ملك الجميع والكل يتمتع وينعم بظلالي ولما مات عشاقي ولا شقي منهم احد .
قلت : مهلا يا اختاه اني ما اظنك الا جنية غريبة في هذا العالم . قالت والدمع يغسل عينيها ويسيل على خديها كقطر الندى على ورقات الورد الحمر أنا .. أنا الحرية .
وجدت نفسي تائهاً وسط صحراء لا ارى بها حدوداً .. رمال على مدى البصر تحيط بها هضاب من كل جانب . لم احس بالحر وفجأة انتصبت على قمة احدى الهضاب فتاة جمالها لا مثيل له . وفي عينيها بريق يعكس اشعة الشمس الحادة ،هرعت اليها ، سقطت على الارض من الوهن ولكن رغم تعبي الشديد نهضت ! كانت الهضبة لا تستقر في مكان واحد آخذة في الابتعاد فخفت من نفاذ صبري فناديتها الا تسمعي ؟
قالت : بلى اني اسمعك واراك .
قالت : اذن قفي مكانك ولا تبتعد.
قالت : لا .. لا تقترب فلولا تلك الكثبان الرملية لوجدت بقايا عظام وجماجم لرجال وشبان ركضوا خلفي لكنهم هلكوا دوني . فاحفظ عليك نفسك وقف حيث انت . فأستعطفتها قائلا: لكني بدونك احس بغربة .. حاجتي اليك اشد من حاجتي للماء .. للهواء في هذه الصحراء القاتل هجيرها .
فشهقت وقالت : انظر الى شعري كم هو شديد الحمرة انه مخضب بدماء عشاقي وكلهم من عشاقي رغم انهم لم يظفروا بي ولم يلمس احد منهم شعرة من رأسي . فجثوت على ركبتي وقبضت قبضتين من التراب الساخن وكأنه بين يدي جليد وقلت : انا مستعد للموت فداك فهذا خير لي من ان اموت عطشاً في هذه الصحراء .
فضحكت وقالت : لا لن تنال رتبة عشاقي لانك تضحي بنفس مآلها الفناء لا محالة ولكن عشاقي اعطوني انفسهم وهي عندهم غالية وحرموا من قوتهم وسلبوا اموالهم وهجروا اوطانهم واهلهم وملؤا السجون والمعتقلات. فانتفضت واقفاً وملئت صدري هواءاً لالفظه شوقاً قائلا : ليتني قيصر الروم او ملك الفرس اكون .. ليتني هامان مصر او الاسكندر المقدوني لافديك .. فنهدت من اعماقها بحسرة واعتزاز وقالت : لم يكن احد عشاقي ملكاً او قيصراً ولعل هذا سبب حزني فلو طلبني ملك او حاكم لكنت ملك الجميع والكل يتمتع وينعم بظلالي ولما مات عشاقي ولا شقي منهم احد .
قلت : مهلا يا اختاه اني ما اظنك الا جنية غريبة في هذا العالم . قالت والدمع يغسل عينيها ويسيل على خديها كقطر الندى على ورقات الورد الحمر أنا .. أنا الحرية .