دراسة جديدة تكشف النقاب عن طلوع الشمس من مغربها
قال تعالى :{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258. انطلاقاً من ان القرآن حادثاً متجدداً يتجدد في كل عصر وزمان ويتجدد في كل يوم وليلة ويجري كجريان الشمس والقمر ، ولو كان خلاف ذلك لذهب القرآن مع رسول الله(ص) وانطلاقا من بطلان دعوى القائلين بأن القرآن إنما انزل في زمن معين ووقت محدد ، وهو محصور بذلك ، وقولهم بأن الحوادث والوقائع التي ذكرها تخص الاقوام والشخصيات التي يذكرها كتاب الله عزوجل فقط ولايخص غيرها ، وهذا غير صحيح ايضاً ، فهو يتعارض مع الاحاديث والروايات الواردة عن ائمة الهدى(عليهم السلام) والتي تؤكد بأن القرآن باقي الى قيام القيامة وانه متجدد لكل الازمنة وليس لزمان معين ، وان الحوادث التي يذكرها سيتجدد وقوعها ايضاً ، وهذا هو الاعجاز الحقيقي لكتاب الله عزوجل .ان الاية اعلاه تذكر لنا محاججة نبي الله ابراهيم(ع) مع نمرود الذي ادعى الربوبية ، هذه المحاججة التي كانت بعد نجاة ابراهيم (ع) من النار التي أوقدها عبدة الاوثان وأعداء التوحيد ، فجعلها الله تعالى برداً وسلاماً على خليله(ع) الذي قام بتحطيم آلهة قومه وجعلها كالرميم ، فقد ورد عن ابان بن حجر عن ابي عبد الله (ع) قال : (خالف ابراهيم (ع) قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمهم ، فقال ابراهيم : ربي الذي يحيي ويميت . قال : انا أحيي واميت . قال ابراهيم فأن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لايهدي القوم الظالمين ) تفسير العياشي ، وقد جاء عن علي بن ابراهيم ، قال : (انه لما القى نمرود ابراهيم (ع) في النار ، وجعلها الله عليه برداً وسلاماً . قال نمرود : يا ابراهيم من ربك ؟ قال : (ربي الذي يحيي ويميت) قال له نمرود انا احيي واميت) . فقال له ابراهيم (ع) : كيف تحيي وتميت ؟ قال : اعمد الى رجلين ممن قد وجب عليهما القتل فأطلق عن واحد ، واقتل واحداً ، فاكون قد احييت وامت قال ابراهيم (ع) : ان كنت صادقاً فأحيي الذي قتلته ، ثم قال : دع هذا ، فأن ربي يأتي بالشمس من المشرق ، فأت بها من المغرب ، فكان كما قال الله عزوجل : (فبهت الذي كفر) اي انقطع وذلك انه علم ان الشمس أقدم منه) تفسير البرهان ، وقد روي عن الامام الصادق(ع) ان ابراهيم(ع) قال له : احيي من قتلته ان كنت صادقاً) تفسير البرهان .
- محاججة الخضر والاعور الدجال -
ان هذه المحاججة بين ابراهيم (ع) والنمرود ستقع في آخر الزمان بين الخضر (ع) والاعور الدجال ، لأن الاعور الدجال يدعي الربوبية كالنمرود ، فيقول : انا رب الارض انا المهدي الذي على الجميع طاعته والتسليم له ، فيحاججه الخضر(ع) الذي يرسله المهدي(ع) لذلك فيقول له : ماهو دليلك على ماتقول ؟ فيقول الاعور الدجال : انا احيي واميت ، وهنا يقصد بقوله مايقوم به من سحر وشعوذة التي يوهم بها الناس بأنه قادر على احياء الموتى ، فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله... ان الدجال من اشد الناس فتنة ، انه يأتي الاعرابي فيقول له : ارايت ان احييت لك اب لك ، الست تعلم اني ربك ؟ فيقول الاعرابي : نعم ، فيتمثل له الشيطان نحو إب له كأحسن ماتكون ضروعاً ، واعظمه اسنمه … ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات ابوه ، فيقول الدجال : ارايت ان احييت لك اباك واحييت لك اخاك ، الست تعلم اني ربك ؟ فيقول الرجل : بلى ، فيتمثل له الشيطان نحو أبيه ونحو أخيه ...) معجم الطبراني ج24- ص158. وفي هذه المحاججة ان الخضر يتكلم عن كلام والاعور الدجال يتكلم عن كلام آخر ، فالخضر يقوله ربي ( المهدي ) يحيي ويميت ليس المقصود من ذلك الحياة المادية والموت المادي اللذين يتكلم عنهما الاعور الدجال ، فالمقصود ان هنالك إحياء للأموات ، وحتى عندما يدعو اسم الله بالعبراني فيقومون معه أموات - كما تذكر الروايات الشريفة - فالذي يقصده الخضر(ع)الحياة الابدية التي يعطيها المهدي للناس الاموات غير الاحياء الذين يسيرون على الارض . قال تعالى (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النحل21. فالخضر (ع) إنما يحاجج بالمعنى الباطني وان الاخرة هي الحَيَوان ، والاخرة هنا دولة المهدي(ع) ، وليس يوم القيامة ، وكتاب الحياة في عصر المهدي ، فهذا يتكلم في وادي والاخر يتكلم في وادي . قال عزوجل (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) العنكبوت 64. فأن مايقوم به الاعور الدجال ليس بمعنى الحياة ، بل ان معنى الحياة الابدية التي هي في عصر ودولة المهدي(ع) و(الحيوان) صيغة مبالغة في الحياة . قال تعالى :{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الانعام 122. قوله تعالى : (فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) فيقول الخضر(ع) ان ربي تبدأ دعوته في المشرق ، وانت الان في المشرق فأت انت دعوتك وابدأ بها من المغرب أي اذا كنت انت رب الارض وانت المهدي كما تقول فاخرج من المشرق واذهب بدعوتك وابدأها من المغرب ، فبهت الذي كفر ، لانه ليس لديه القدرة على مواجهة واقناع الغرب ، أي ان دعوتنا تبدأ في المشرق وسوف تصل الى المغرب ، ومن ثم تعم الكون كله ، فهل تستطيع ان تخرج انت من المغرب ؟ فبهت الذي كفر