[color=red]المحامي / سليمان الحكيم
كان مطلب الحرية والشفافية والديمقراطية , من مبررات إسقاط نظام الرئيس صدام حسين , وصدع القادمون من وراء الحدود الشرقية أو برفقة جيش التحرير الأميركي , رؤوس العراقيين بقصص بلا عدد عن الممارسات القمعية لذلك النظام وبأنهم البديل الإنساني له . والحقيقة أن مراكز القوى في النظام السياسي الجديد تغض الطرف عن الأصوات التي تنتقدها بعبارات إنشائية , أو بمطالب إصلاحية وحتى بالانتقادات اللاذعة مادامت تطوف حول العموميات , ولاتمس عصباً حساساً في البنية الفاسدة لهذا النظام . ولكن الصوت الذي يدع أسلوب الإنشاء ويفضح بالوثائق وبالحقائق الملموسة عفن هذا النظام ويسلّط أنوار الحقيقة على رموزه الغارقة بالرشوة والفساد , وبالتآمر على مستقبل العراق لمصلحة هذه الدولة أو تلك , مثل هذا الصوت هو العدو الحقيقي لهذا النظام , وهو الذي تستهدفه فرق الموت المنتشرة في كل وزارة ومؤسسة , تميزها لحاها الشعثة وأصابعها الصفراء المتختمة . لم يجرؤ أحد من أزلام السلطة وحلفائها على رد الحجة بالحجة و الفكرة بالفكرة , ودحض الواقعة بالبرهان والبينة . وعندما تحرجهم الحقيقة , فإنهم يبدأون دفاعهم بمخزونهم التربوي من الشتائم والبذاءات ثم يصعدونها إلى التهديد والوعيد , فإذا لم يرعو صاحب القلم أو الصوت الحرّ عن طيشه , لجأوا إلى سلاح الجبناء , مسدس كاتم للصوت , أو عبوة لاصقة في أسفل سيارته , حسب التساهيل !
وهذا ما حدث بالضبط مع الأستاذ عماد العبادي , فالرجل كان بحكم علاقاته الصحفية وحتى العائلية قادراً على الوصول إلى المعلومات من مصادرها , وكان يرى أن هذه المعلومات هي من حق المواطن , وقد صدّق أن الزمن قد اختلف وأن إباحة المعلومات هي جزء من عملية المشاركة الشعبية في القرار السياسي والتي هي أساس النظام الديمقراطي . ومع ذلك كله فالرجل لم يلمس عصباً حساساً في البنية المكشوفة للنظام السياسي , وظلّت انتقاداته دائما ضمن ما يعتقده حدوداً مق***ة للتعبير عن معاناة العراقيين من ثقل الجيف التي رماها الاحتلال على رأس المؤسسات الخدمية والسياسية . ولكن حتى هذه الخطوط التي ظنها الأستاذ عماد ضمن المق*** , كانت أكثر مما تحتمله العقليات المعتلّة التي تتقاسم حكم العراق , والتي ترى أن الكلام أو الكتابة خارج حدودها المق***ة يصبح فضيحة دواؤها طلقات الرصاص .
لا يراودني أدنى شك أن المسدس الكاتم للصوت الذي أطلق رصاصه الاثم نحو رأس الأستاذ العبادي وصدره , هو ذات المسدس الذي أطلق رصاصاته المكتومة نحو رؤوس طيارينا وعلمائنا , ونحو كل عراقي قد يكون لبنة في بناء مستقبل عراق قوي عزيز , قادر ومستقل .
من مآثر النظام السياسي العراقي , أنه قاد العراق إلى التفوق على دول العالم في عدة مجالات : حجم الفساد , نسبة البطالة والفقر والأمية , عدد الأرامل واليتامى , والمهجرين والمهاجرين , و عدد الصحفيين المقتولين والمصابين . وبعد ذلك كله يريد سدنة هذا النظام أن تحمل الثقافة العراقية , مباخر المديح وتدبّج قصائد الثناء !
وما عماد إلا نجم في كوكبة من المثقفين والكتّاب والفنانين والأدباء , الذين قضوا نحبهم أوكانوا قيد شعرة منه , في ظل حكم الجهلة والظلاميين والرجعيين والمتخلفين . أسأل المولى أن يمنّ على الأستاذ عماد بموفور العافية , وأن يبقى صوته ناقوساً مجلجلا ينذر وينبه العراقيين أن أفيقوا , فوطنكم على شفير جرف هارٍ تكاد الضباع تتخاطفه من مأمنه ومن خارج حدوده . [/color]
كان مطلب الحرية والشفافية والديمقراطية , من مبررات إسقاط نظام الرئيس صدام حسين , وصدع القادمون من وراء الحدود الشرقية أو برفقة جيش التحرير الأميركي , رؤوس العراقيين بقصص بلا عدد عن الممارسات القمعية لذلك النظام وبأنهم البديل الإنساني له . والحقيقة أن مراكز القوى في النظام السياسي الجديد تغض الطرف عن الأصوات التي تنتقدها بعبارات إنشائية , أو بمطالب إصلاحية وحتى بالانتقادات اللاذعة مادامت تطوف حول العموميات , ولاتمس عصباً حساساً في البنية الفاسدة لهذا النظام . ولكن الصوت الذي يدع أسلوب الإنشاء ويفضح بالوثائق وبالحقائق الملموسة عفن هذا النظام ويسلّط أنوار الحقيقة على رموزه الغارقة بالرشوة والفساد , وبالتآمر على مستقبل العراق لمصلحة هذه الدولة أو تلك , مثل هذا الصوت هو العدو الحقيقي لهذا النظام , وهو الذي تستهدفه فرق الموت المنتشرة في كل وزارة ومؤسسة , تميزها لحاها الشعثة وأصابعها الصفراء المتختمة . لم يجرؤ أحد من أزلام السلطة وحلفائها على رد الحجة بالحجة و الفكرة بالفكرة , ودحض الواقعة بالبرهان والبينة . وعندما تحرجهم الحقيقة , فإنهم يبدأون دفاعهم بمخزونهم التربوي من الشتائم والبذاءات ثم يصعدونها إلى التهديد والوعيد , فإذا لم يرعو صاحب القلم أو الصوت الحرّ عن طيشه , لجأوا إلى سلاح الجبناء , مسدس كاتم للصوت , أو عبوة لاصقة في أسفل سيارته , حسب التساهيل !
وهذا ما حدث بالضبط مع الأستاذ عماد العبادي , فالرجل كان بحكم علاقاته الصحفية وحتى العائلية قادراً على الوصول إلى المعلومات من مصادرها , وكان يرى أن هذه المعلومات هي من حق المواطن , وقد صدّق أن الزمن قد اختلف وأن إباحة المعلومات هي جزء من عملية المشاركة الشعبية في القرار السياسي والتي هي أساس النظام الديمقراطي . ومع ذلك كله فالرجل لم يلمس عصباً حساساً في البنية المكشوفة للنظام السياسي , وظلّت انتقاداته دائما ضمن ما يعتقده حدوداً مق***ة للتعبير عن معاناة العراقيين من ثقل الجيف التي رماها الاحتلال على رأس المؤسسات الخدمية والسياسية . ولكن حتى هذه الخطوط التي ظنها الأستاذ عماد ضمن المق*** , كانت أكثر مما تحتمله العقليات المعتلّة التي تتقاسم حكم العراق , والتي ترى أن الكلام أو الكتابة خارج حدودها المق***ة يصبح فضيحة دواؤها طلقات الرصاص .
لا يراودني أدنى شك أن المسدس الكاتم للصوت الذي أطلق رصاصه الاثم نحو رأس الأستاذ العبادي وصدره , هو ذات المسدس الذي أطلق رصاصاته المكتومة نحو رؤوس طيارينا وعلمائنا , ونحو كل عراقي قد يكون لبنة في بناء مستقبل عراق قوي عزيز , قادر ومستقل .
من مآثر النظام السياسي العراقي , أنه قاد العراق إلى التفوق على دول العالم في عدة مجالات : حجم الفساد , نسبة البطالة والفقر والأمية , عدد الأرامل واليتامى , والمهجرين والمهاجرين , و عدد الصحفيين المقتولين والمصابين . وبعد ذلك كله يريد سدنة هذا النظام أن تحمل الثقافة العراقية , مباخر المديح وتدبّج قصائد الثناء !
وما عماد إلا نجم في كوكبة من المثقفين والكتّاب والفنانين والأدباء , الذين قضوا نحبهم أوكانوا قيد شعرة منه , في ظل حكم الجهلة والظلاميين والرجعيين والمتخلفين . أسأل المولى أن يمنّ على الأستاذ عماد بموفور العافية , وأن يبقى صوته ناقوساً مجلجلا ينذر وينبه العراقيين أن أفيقوا , فوطنكم على شفير جرف هارٍ تكاد الضباع تتخاطفه من مأمنه ومن خارج حدوده . [/color]